السبت، 4 أكتوبر 2014
كلانا حبيس يا صديقي..
كلانا حبيس يا صديقي..
كلانا حبيس يا صديقي.. بين أرضٍ وسماء وفي ساعةٍ بلا عَبَرات تأملت عصفوري الملوَّن الصغير خلف قفصه الأبيض، كم هو جميل! ذو رنين عذب مُشعِل للحنين، طالما ذكرني بسنينٍ مضت سنين الطفولة السِمان.. وفجأة حدث شئ جعلني أشرد بقلمي وذهني لسرد ذلك الحوار فقد وقف عصفورٌ أخر من خارج القفص يغرد لعصفوري الملون وقال:
كم أنت مدلل! في قففص يأويك وأنا ليس لي أين أسند رأسي، وأكلٌ يأتيك وأنا أتعب في البحث حتى عن دودة جافة، وماء يرويك فكم من مرة ارتويت من ماء البرك الراكدة العفنة! فكم أنت محظوظ!
غرد عصفوري بتهكم وقال: أتحسدني على هذا يا ذاك فكم تمنيت أن أفرد جناحي في العنان مثلك! أن أقفز فوق السحاب، وتضرب الرياح بريشي فأشعر وأعيش معنى الحرية "فكلانا حبيس يا صديقي"!
أنا حبيس قفص أمّا أنت فحبيس نفسك وجوعك وعدم قناعتك، تعجبت أن جائني هذا الحوار بذهني ووجدت نفسي مثل العصفور الملوَّن، أفتقد الحرية مدللة أنا كأميرة بقصر لكن ينقصني أن أنفض بزراعي في الهواء أن أشعر الحرية ليس ذلك فقط بل أتنفسها..
حبيسة أنا لمعتقدات هشّة زائفة أذلتني بل واستعبدتني باسم الله والدين، قيود الطقوس والخرافات، تحت رعاية الخالق صرت عورة ناقصة بل نكرة لا تذكر..
فأنا يا من قولت: "استوصوا النساء خيرًا"! أين الخير أين الخير في تحريم صوتي وشكلي وجسدي، فأنت قتلتني وقتلت كلَ جميلٍ فيَّ، لا فرق بيني وبينك يا عصفوري فأنت حبيس قفص، وأنا حبيسة دين مغلق بقفل الحجاب برعاية القرآن قيود كبلتني وألكمتني وجعلتني استسلم وأَجُر في ذيول الخيبة وفقدان الأمل.
فأنت يا عصفوري تنتظر من يفتح بابك من أجل الحرية وأن تطلق العنان لجناحيك الصغيرين مثلك، أنا اتلهف لتنفس هواء الحرية من تحت نقاب، أتنفس فقط من خلالِه أنفاسي .. أن يرى وجهي النور، وتدغدغ وجنتاي نسمات الهواء، فهل من يوم لنا يا صديقي أن نستشعر الحرية سويًا!
اصبر يا صديقي فقد قالوا قديمًا الصبر مفتاح الفرج.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق